۱۵ رمضان
.
9 دقيقة
.
ترجمة
من خلال فهم الأهمية المتزايدة للذكاء الاصطناعي، تجعل دول الشرق الأوسط –على سبيل المثال، الإمارات باستراتيجية الذكاء الاصطناعي للإمارات العربية المتحدة 2031 والسعودية ببرنامج الرؤية 2030- إمكانيات الذكاء الاصطناعي في مركز الاستراتيجيات الإقتصادية الوطنية. التقديرات الأخيرة من حصة الذكاء الاصطناعي بشأن النمو الإقتصادي تدل على التأثير الإيجابي الكبير على إجمالي الناتج المحلي للشرق الأوسط أكثر من 300 مليار دولار أمريكي حتى سنة 2031. قد جعلت الإمارات العربية المتحدة خاصة الإلتزام بـ"التذكية" من تطبيق وقبول التكنولوجيات الأسية AI لتغيير التجارة والحكومة والمجتمع.
وبشكل حصري، قامت الإمارات العربية المتحدة بتعيين أول وزير بشأن الذكاء الاصطناعي بعد تقدير أن الذكاء الاصطناعي يمكنه أن يساعد على اقتصاد الدولة بنسبة 182 مليار دولار أمريكي حتى سنة 2035. إن هدف إبداع الإمارات هو تحسين أداء الحكومة وأيضا إنشاء الثقافة المبتكرة والبيئة التجارية الإنتاجية. إعداد الذكاء الاصطناعي في كل نسيج من المجتمع هو أحد الحجر الأساس للأهداف الأوسع في سنة 2071 للإمارت العربية المتحدة والتي هدفها خلق مجال لتحويل الإمارات العربية المتحدة إلى أحد أفضل الدول في العالم وأكثرها إبداعيا في خمسة عقود مستقبلية.
بدأ يرسم رجال الدولة في تركيا أيضا خريطة طريق لاستراتيجيتهم بشأن الذكاء الاصطناعي (AI) والتي يمكن تحديدها كبحث إجراءات مثل صنع القرارات وكشف المعنى والتعلم في البيئات الفعالة الخاصة بالأشياء الذكية من قبل الحاسوب.
على ضوء ذلك، تم إعداد مستند بواسطة مكتب التطور الرقمي للرئاسة ووزارة الصناعة والتكنولوجيا في مضمار البرنامج الحادي عشر للتنمية. تم تحديد أولويات هذه الدولة في هذا النطاق والخطوات التي يجب أن تخطو في إطار رؤية "تركيا الرقمية" و"حركة التكنولوجيا الوطنية".
وعن طريق زيادة الإنتاجية والتي يتم تقديمها باستخدام التكنولوجيا الرقمية والمنتجات والخدمات في الأنشطة الإجتماعية والإقتصادية والعامة الخاصة بها والقيمة التي تنشأها، تركيا الرقمية استهدفت تركيا التنافسية في المستوى العالم.
وفي هذه الحالة، الحركة الوطنية للتكنولوجيا بهدف تطوير و توسيع القدرة البشرية والبنية التحتية لتركيا لإنتاج المنتجات ذات التكنولوجيا المتقدمة في المستوى الوطني والصالح، وبهدف تعزيز الاستقلال الإقتصادي والتكنولوجيا وتنفيذ السياسات والإجراءات المسببة للتقدم في التكنولوجيات الحاسمة.
كتب الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان بنفسه مقدمة الاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعي. ذكر أردوغان أن الأنظمة القائمة على الذكاء الاصطناعي لديها أثر مطور على عمليات الإنتاج والحياة اليومية والهياكل المؤسسية مضافا أن هذا الأمر سيصل الإنسان إلى آفاق عصر جديد.
أكد أردوغان: أنه من المتوقع أن تكنولوجيات الذكاء الاصطناعي التي تتزايد نطاق تطبيقها، تكون لديها أثر أكثر على هيكل الاقتصاد العالمي من الثورة الإنترنتية. وكذلك الرئيس ذكر مؤسس السبرانية، إسماعيل الجزايري أحد كبار المبدعين والمهندسين المسلمين في العصر الذهبي الإسلامي والبروفيسور كاهيت ارف الذي خطا أول خطوة نحو الذكاء الاصطناعي في تركيا.
كما أضاف أردوغان: "نحن نعتقد أنه حان وقت تقدم بلدنا في نطاق الذكاء الاصطناعي، مع تجربة حضارتنا العريقة وبتصميم أنظمة الذكاء الاصطناعي وعن طريق فهم يشمل تنمية وأداء هذه الأنظمة على أساس قيمنا المشتركة".
صممت الاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعي فيما يتعلق بست ألويات استراتيجية وهي: "تدريب المتخصصين في نطاق الذكاء الاصطناعي وزيادة التوظيف في هذا النطاق" و"دعم البحث والريادة والإبداع" و"الحصول على البيانات عالية الجودة والبنى التحتية الفنية" و"إعداد المقدمات لتسريع الاقتصاد الإجتماعي" والتوافق و"تعزيز التعاونات الدولية" و"الهيكلية والتجارية لتسريع تحول القدرة". الأهداف المحددة لسنة 2025 في هذه الاستراتيجية تشمل حصة جزء الذكاء الاصطناعي في إجمالي الناتج المحلي (GDP) للوصول إلى 5% وفي الوقت نفسه توظيف 50.000 شخصا على الأقل.
وفقا للإطار المحدد، سوف تساعد المنظمات الدولية بشكل فعال على الأعمال الرقابية وعمليات التقييس في مجال مشاركة البيانات العابرة للحدود بالذكاء الاصطناعي المعتمد والمسؤول. بينما من المقرر أن توضع تركيا في أول 20 دولة لمؤشرات الذكاء الاصطناعي.
بناء على هذه الاستراتيجية، من المتوقع أن يضاعف حجم السوق في السنوات الخمس القادمة في التكاليف العالمية للذكاء الاصطناعي والتي تصل إلى حوالي 50 مليار دولار أمريكي (426.41 مليار ليرة). وفقا للدراسات المتعددة، سيساعد الذكاء الاصطناعي حتى سنة 2030 إلى الإقتصاد العالمي حوالي 13 إلى 15.7 تريليون دولار أمريكي ولها نمو مقداره 13 إلى 14 بالمئة.
يتوقع أن تكون البيانات المنتجة في السنوات الثلاث القادمة أكثر من البيانات التي تم إنتاجها في آخر 30 سنة. بينما وصلت عدد الشركات الناشئة المركّزة على الذكاء الاصطناعي في الولايات المتحدة والصين إلى 2000. هذا العدد في تركيا حوالي 200. ويقع حوالي نصف من إبداعات الذكاء الاصطناعي في تركيا في حدائق التكنولوجيا –التي تعرف كحدائق التكنو أيضا- والتي تقع 73 بالمئة منها في اسطنبول.
تستمر الجهود لتأهيل المؤسسات العامة في تركيا لتكنولوجيات الجيل الجديد ووجود عمليات صنع القرار المؤثرة على أساس البيانات. وبشأن ذلك، تم تأسيس دائرة البيانات الكلية واستخدامات الذكاء الاصطناعي في مكتب التطور الرقمي للرئاسة ومنظمة التكنولوجيات الوطنية العامة تحت إشراف وزارة الصناعة والتكنولوجيا.
وأيضا تأسست مؤسسة الذكاء الاصطناعي لمجلس الأبحاث العلمية والتكنولوجيا لتركيا (TÜBITAK) لإنتاج حلول تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي عن طريق جمع مراكز البحوث للجامعات والقطاعات الخاصة.
في مجالNature Intelligence 2020، يذكر Index أفضل 100 مؤسسة بما ذلك 25 مؤسسة متنامية و25 دولة/منطقة أفضل في الذكاء الاصطناعي وأفضل 100 مؤسسة جامعية وأفضل 10 مؤسسات للرعايات الصحية وأفضل 10 NPO/NGO وأفضل 10 مؤسسات حكومية، وأفضل 5 شركات وأفضل 100 منظمة بحثية وأفضل 25 منظمة بحثية متنامية وأفضل 25 دولة في الذكاء الاصطناعي.
في جدول أفضل 25 دولة/بلاد في مجال الذكاء الاصطناعي (البيانات التالية) التي تم ترتيبها حسب عدد جميع الانتشارات من سنة 2015 إلى 2019، يختص المركز الأول إلى الصين مع 318534 مقالة علمية والمركز الثالث عشر مرتبط بإيران مع 30221 منشورات علمية.
كما أنه في جدول أفضل المنظمات البحثية في نطاق الذكاء الاصطناعي (البيانات التالية)، قد وضعت جامعة طهران في المركز 59 من بين أفضل 100 مؤسسة.
قاعدة بيانات تصنيف SCImago في جامعة جرانادا الاسبانية تقوم بتصنيف الدول والجامعات على أساس عدد المقالات العلمية لمؤسسات التعليم العالي في قاعدة بيانات Scopus. في هذا التصنيف استخدمت ثلاثة مؤشرات البحث والإبداع والمجتمع بشكل مركّب. وفي نسخة 2020 SCImago، يكون موضوع الذكاء الاصطناعي مجموعة فرعية من علوم الحاسوب التي تضع إيران في المركز الخامس عشر في العالم والمركز الأول في غرب آسيا. كما أنه في العلوم الاستعرافية كالمجموعة الفرعية لعلم النفس والتي هي أحد الفروع المرتبطة بالذكاء الاصطناعي، تحتل إيران المركز الـ 36 في العالم والثالث في غرب آسيا. ولإيران في فرع هندسة الكهرباء والإلكترونية الذي جزء من الذكاء الاصطناعي المركز الخامس عشر في العالم والمركز الأول في غرب آسيا.
من أهم التصنيفات العالمية الأخرى التي يمكن أن تشير إلى مكانة جامعات إيران في علوم الحاسوب والذكاء الاصطناعي والبرمجيات والروبوتية، هو المركز العالمي لعلوم الحاسوب أو Computer Science Rankings (CSRankings). في هذا التصنيف، تُعرَض مقالات الباحثين مع مظاهر Google Scholar.
وفي الواقع، CSRankings هو التصنيف القائم على تقدير أفضل مؤسسات علوم الحاسوب في جميع أجزاء العالم. هذا التصنيف يقوم بترتيب جميع الجامعات في مناطق العالم المختلفة ولا يظهر إلا أفضل 50 جامعة في كل العالم. هذا التصنيف يقوم بدارسة معايير كل جامعة أثناء سنوات 2011 إلى 2021. بناء على CSRanking، تم وضع جامعة الشريف للتكنولوجيا ومؤسسة أبحاث العلوم الأساسية IPM وجامعة إيران للعلوم والصناعة من بين أفضل 100 مؤسسة في آسيا.
كما قال رئيس مركز إبداع وتنمية الذكاء الاصطناعي لمعهد بحوث تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، شهرام معين أنه بدأ تدوين خريطة الطريق الوطني قبل سنة واكتملت حتى نهاية سنة 2021 رسميا.
إنه أضاف: في حين تدوين هذه الاستراتيجية، تم تقييم المستندات الاستراتيجية لـ 23 دولة بشأن الذكاء الاصطناعي، حيث تم وضع مجالات مثل البيئة والنقل والصحة والتعليم عبر الإنترنت والروبوتية والطاقة والصناعة والزراعة وتطوير الأمان في أولويات هذا النطاق. أضاف معين: من بين أهداف هذه الاستراتيجية هي توفير احتياجات البلاد في مجال الأبحاث بمقدار 80 بالمئة وزيادة حصة الذكاء الاصطناعي في الصناعة إلى 45 بالمئة في إجمالي الناتج المحلي إلى 12 بالمئة وأيضا اختصاص 8 مليارات دولار أمريكي لتنمية الصناعة. هذا المستند يشمل 47 سياسة جزئية و39 إجراءا شاملا و155 مشروعا وحدثا. قال معين: أن الهدف من 14 سياسة كلية هو دعم منتجات الذكاء الاصطناعي وإنشاء قاعدة لتنمية التكنولوجيا وتعزيز الشركات في هذا النطاق وتطبيق الذكاء الاصطناعي لحل المشاكل المعقدة جدا.
ترغب أذربيجان مثل كثير من الدول في تقديم الذكاء الاصطناعي للإدارة الحكومية.
وفقا لتقرير وزارة إقتصاد أذربيجان أخيرا أنه ستُحدَث خطة وطنية للذكاء الاصطناعي. وفي جلسة تدشين مجموعات عمل التكنولوجيات للثورة الصناعية الرابعة، تم دراسة الأعمال المنجزة في هذا النطاق. تم تقديم حالات حول انترنت الأشياء والبيانات الكبيرة وتحليل ومعالجتها في البرنامج. ويجدر بالذكر أنه لأكثر من 60 دولة في كل أجزاء العالم تصاميم وبرامج وابداعات وطنية بشأن الذكاء الاصطناعي والتي تبدأ 40 دولة فقط تتطور الاستراتيجيات الوطنية ومرخّص كمستند مستقل. تعتبر أذربيجان قيمة عالية لمجموعة التكنولوجيا هذه. وفي الوقت الحالي، تقوم أكثر من 15 شركة تجارية في البلاد بتقديم خدمات الاستشارة وتقوم بالبحث في عدة أجزاء الذكاء الاصطناعي. تم إقامة ندوة بشأن الذكاء الاصطناعي في الدولة الرقمية في أبريل سنة 2021 بشكل أونلاين. تم إقامة هذا المؤتمر في ثلاثة أيام بواسطة مركز تطور E-GOV (EGDC) للوكالة الحكومية للخدمات العامة والإبداعات الإجتماعية وحضر 58 متحدثا من بين 22 دولة. أقيم هذا المؤتمر العالمي ذكرى العالم الفقيد، السيد لطفي زاده.
وفقا لتقرير أكسفورد اينسايت، تتمتع أذربيجان بالمركز الـ65 في مؤشر تطبيقات الذكاء الاصطناعي. قد كانت أذربيجان عدة سنوات متتالية رائدة جنوب القوقاز في استخدام الذكاء الاصطناعي. في هذه القائمة، توضع جورجيا في المركز الـ 72 وأرمينيا في المركز الـ77. من حيث استخدام الذكاء الاصطناعي تحتل تركيا المركز الـ 67 وإيران المركز الـ 75 وروسيا المركز الـ 33.
يجب أن تكون تنمية الاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعي لأرمينيا في الأولوية. مع ذلك، لا تريد هذه الدولة أن تقدم تقريرا أو برنامجا دقيقا، بل تريد تقديم رؤية طويلة الأمد لتنمية الذكاء الاصطناعي مع عدة إجراءات خاصة. والهدف هو خلق علقة وثيقة بين الحكومة والباحثين والقطاع الخاص. فلذلك، تم أولوية عدة محاور: